خطبة وزارة الأوقاف pdf ، doc : خطورة المخدرات والإدمان على الفرد والمجتمع
خطبة وزارة الأوقاف pdf ، doc : خطورة المخدرات والإدمان على الفرد والمجتمع ، بتاريخ 15 رجب 1440 هـ ، 22 مارس 2019 م.
لتحميل خطبة وزارة الأوقاف 22/3/2019 بصيغة doc
لتحميل خطبة وزارة الأوقاف 22/3/2019 بصيغة pdf
الالتزام بـــ خطبة وزارة الأوقاف 22 مارس 2019.
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بنص خطبة الجمعة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى.
كما أن وزارة الأوقاف واثقة في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين.
وتؤكد تفهم الأئمة لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي ، مع استبعاد أي خطيب لا يلتزم بموضوع خطبة الجمعة.
ولقراءة الخطبة كما يلي:
جمهورية مصر العربية 15 رجب 1440هـ
وزارة الأوقاف 22 مارس 2019م
|
خطورة المخدرات والإدمان على الفرد والمجتمع
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عَبدُه ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيه وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.
وبعــد :
فقـد ميز الله (عز وجل) الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل الذي هو مناط التكليف ، وأساس الفكر والتأمل والتدبر ، ولقد نعى الله (عز وجل) على من أهملوا هذه النعم ولم يوفوها حقها ، فقال سبحانه : {أَفَلَا يَعْقِلُونَ}، وقال تعالى :{أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} ، ويقول (عز وجل) : {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}, ويقول سبحانه : {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }، ويقول سبحانه :{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى}، ولله در الحسن البصري حيث قال: لو كان العقل يشترى ، لتغالى الناس في ثمنه ، فالعجب ممن يشتري بماله ما يفسده.
ولأن للعقل والفكر والإدراك مكانة عالية في الإسلام فقد أحاط الشرع الحنيف العقل بسياجات حفظ متعددة ، فحرم كل ما يضر بالعقل أو يغيبه عن الوعي والإدراك ، حيث يقول سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وكان النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إذا بايع أصحابه (رضوان الله عليهم) قال: (أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَشْرَبُوا مسكرًا) , فقوله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (وَلَا تَشْرَبُوا مسكرًا) بصيغة العموم يشمل جميع المسكرات ، دون النظر إلى مسمياتها، وعليه فإنه يلحق بالخمر في حرمتها كل ما يغيب العقل بأي طريقة كانت : شربًا أو شَمًّا أو حقنًا .
وقد وضع النبي (صلى الله عليه وسلم) قاعدة ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان , ولا الأحوال والأشخاص , وتبين الوصف الذي ينطبق على الخمر أو أي نوع من أنواع المسكرات , فقال (صلى الله عليه وسلم) : (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ) .
ومن هنا نعلم أن الخمر شامل لكل ما يُسكر مهما استحدث الناس له من أسماء , سواء أكان مائعًا أم جامدًا , طالما توافر فيه المعنى المحرم وهو الإسكار , يقول (صلى الله عليه وسلم) : (مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ) , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : (لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا).
وتشديدًا في النكير على كل من اقترب من الخمر متعاطيًا ، أو بائعًا ، أو صانعًا , يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ ، وَشَارِبَهَا ، وَسَاقِيَهَا ، وَبَائِعَهَا ، وَمُبْتَاعَهَا ، وَعَاصِرَهَا ، وَمُعْتَصِرَهَا ، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ) ، ويقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَقْعُدْ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ) .
إن الإسلام حين حرم المخدرات إنما حرمها صيانة للفرد وحفاظا على المجتمع ، لأن الأضرار والمهالك التي تعود على المدمن وتؤثر سلبا على سلامة المجتمع كثيرة ، فالخمر تغيب العقل ، وتذهب الهيبة والمروءة ، وتعصف بالحياء ، وهذا سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) قد حرّم الخمر على نفسه ، فلم يشربها في الجاهليّة ، وسبب ذلك أنّه مرَّ برجل سكران يضع يده في العذرة ويدنيها من فيه فإذا وجد ريحها صرف عنها ، فقال أبو بكر : “إنّ هذا لا يدري ما يصنع” ، فحرّمها أبو بكر على نفسه .
وفي الأثر أنه (رضي الله عنه) سُئل في مجمع من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم): هل شربت خمرًا في الجاهلية ؟ قال : أعوذ بالله ، قالوا : ولم ذاك ؟ فقال : كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي ، لأنه من شرب الخمر كان لعرضه ومروءته مضيعًا ، فبلغ ذلك رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فقال : (صدق أبو بكر ، صدق أبو بكر).
ولا شك أن الواقع يؤكد أن تعاطي المخدرات وإدمانها يؤدي إلى انهيار الأسرة وضياعها ، وانحراف أفرادها ، وغياب القيم والمشاعر الإنسانية عند المتعاطي للمخدرات ، مما يؤدي إلى انتشار الكثير من الظواهر السلبية في المجتمع كظاهرة التحرش ، وتعدد حالات الطلاق ، والتفكك الأسري ومن ثم تنتشر الجريمة بصورها المختلفة من سرقة ، وقتل ، واغتصاب ، لأن المدمن لا يبالي أثر فعله ، ولا عواقب جريمته فكل ما يهمـه أن يتحصل على المخدرات بأي طريق وأي وسيلة.
فكم من حرب أوقدت المخدرات نارها ؟ وكم من غني أفقرته؟ وكم من صحيح أسقمته؟ وكم من شريف وضعته؟ وكم من عزيز أذلته؟ وكم فرقت بين الزوج وزوجه؟ كم أورثت من حسرة؟ وكم جرّت على شاربها من بلية ومحنة؟ فهي رأس الرذائل ، ومفتاح كل شر ، كما ورد في وصية النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبي الدَّرْدَاءِ (رضي الله عنه) حيث قَالَ: (…وَلَا تَشْرَبَنَّ الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ) ، وعن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) قال: “اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ “.
إن الإدمان والمخدرات سبب قوي من أسباب الانحدار التربوي ، والتعليمي ، والأخلاقي ، والاجتماعي ، والاقتصادي ، فضلا عن أنها سبب في الكثير من الأمراض الصحية والنفسية ، منها: القلق ، والاكتئاب ، والتوتر العصبي ، والنفسي ، واضطراب الذاكرة وكثرة النسيان ، والانطواء والعزلة ، والشعور بالإحباط ، وانفصام الشخصية ، وغيرها من الأمراض النفسية والعقلية ، مما يحتم علينا ضرورة المواجهة والتصدي لهذا الخطر الفتّاك ، وإن استهداف الشباب عن طريق الإدمان والمخدرات لهو استهداف للبلاد وإضعافٌ لعناصر قوتها ، وهدم للقيم النبيلة والأخلاق الحسنة.
ويكفي استشعارًا لخطر المخدرات أنّ من وقع في شباكها وذاق سُمَّها تأتي عليه لحظة يُحوَّل فيها من إنسان سوي إلى كائن خطير , يمكن أن يسرق ويقتل , أو يبيع دينه في سبيل الحصول على ما يسكت خلاياه العصبية , في مشهد يشبه حالة الجنون , مما يتطلب التدخل لحماية المدمن من شر نفسه , وحماية أسرته والمجتمع كله من شره.
وإننا في حاجة ماسة إلى أن يقوم كل منا بمسئوليته تجاه شبابنا وأبنائنا كل في موقعه ومجاله ، بدءًا من الأسرة ودورها التربوي ، ومرورًا بالمدرسة والجامعة ودورها التعليمي والتوجيهي ، ومشاركة مع المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام المختلفة حتى لا نترك أبناءنا فريسة للإدمان والمخدرات ، فإن الخطر داهم ، والثمن عقول أبنائنا ، وصحتهم النفسية والبدنية ، وأموالهم وما يملكون ، فلنتكاتف جميعًا لنربي جيلًا سويًّا يتمتع بالأخلاق الطيبة ، والقدرة على التطوّر والتقدم ، والإدراك الكامل والوعي الحقيقي بالمخاطر التي تحيط بالوطن .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
* * *
الحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلامًا على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإسلام:
بمناسبة إطلاق أسبوع ترشيد استهلاك المياه للعام الحالي ، فإننا نذكر أنفسنا بنعمة الماء التي هي من أجل نعم الله (عزّ وجلّ) علينا ؛ فالماء أصل الحياة والأحياء، وأهم مصادر النماء والرخاء ، حيث يقول الحق سبحانه : {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، ويقول سبحانه: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}.
وقد عني الإسلام بنعمة الماء عناية كُبرى، وأمرنا بحسن التعامل معها ، وحثنا على ترشيد استخدامها ، وجعل الإسراف في استخدامها صورة من صور الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين ، فهذا الصحابيُّ الذي جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ليتعلم منه الوضوء ، فأراه (صلى الله عليه وسلم) كيفية الوضوء ثلاثًا ثلاثًا ، ثم قال : (هَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ ، أَوْ تَعَدَّى ، أَوْ ظَلَمَ) .
وعندما مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بسيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) وهو يتوضأ ، فقال : (مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟) ، فقال : أفي الوضوء سرف يا رسول الله؟ قال: (نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ) .
إن الإسلام ينظر إلى الماء بوصفه ثروة قومية وإنسانية ، لكل الناس حقٌ فيه ، فلا يحرم منه أحد ، ومن ثم قال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم) : (النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ : فِي الْمَاءِ ، وَالْكَلَأِ ، وَالنَّارِ).
وفي الاهتمام بأمر الماء يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ حَفَرَ مَاءً لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرَّى مِنْ جِنٍّ وَلاَ إِنْسٍ وَلاَ طَائِرٍ إِلاَّ آجَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : (سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهَرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ).
وأخيرًا : فإننا نؤكد أن تلويث المياه ، أو إهدارها ، أو عدم المحافظة عليها صورة من صور الفساد الذي نهى الله (عز وجل) عنه ، حيث يقول سبحانه : {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}, فكل نقطة ماء تساوي حياه كما أنها تساوي مالا مقوما ، وإن فقدها أو إهدارها يعني إهدارًا لمقدرات هامة يجب الحفاظ عليها ، لذا يجب علينا جميعًا أن نشكر هذه النعمة بالحفاظ عليها ، فإن شكر النعمة سبب في دوامها ، وزيادتها، قال تعالى :{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.
فاللهم احفظ مصر وشعبها وشبابها
وجيشها وشرطتها ومقدراتها ، وسلمها من كل سوء ومكروه
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة و خطبة وزارة الأوقاف 22/3/2019
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع